المهندس النسر المرحوم مازن الطائي

المهندس   النسر المرحوم مازن الطائي
المهندس المرحوم مازن الطائي

سأعيش رغم الداء والأعداء كالنسر فوق القمة الشماء

أرنو ألى الشمس هازئا في السحب والأمطار والأنواء

لا ألمح الظل الكئيب ولا أرى ما في قرار الهوة السوداء

السبت، 5 نوفمبر 2011

في ذكرى الأنواء المناخية "غونو" ... هل من عبر ؟

في ذكرى الأنواء المناخية "غونو" ... هل من عبر ؟ 

مازن الطائي  6/6/2008 

مضى عام على الإعصار الذي كاد أن يدمر البنية التحتية للبلاد و التي إستغرق بناءها سنوات عصر النهضة و فترة حكم صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله.

هذا الإعصار أطلقت عليه وسائل الإعلام العمانية "الأنواء المناخية" و هي كلمة عربية أصيلة مشتقة من الأنواء و الأنواء بالطبع مرتبطة بالمناخ المرتبط بأحوال الطقس و الظروف البيئية بما فيها البيئة المعيشية للإنسان. و الأنواء هي جمع "النو" و معناها في القواميس العربية العاصفة البحرية.


قال الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي:


أرنو إلى الشمس المضيئة هازئا *** بالسحب و الأمطار و الأنواء


و أطلق عليه رجال علوم الأرصاد الجوية و الطقس ب "غونو" نسبة إلى كلمة بلغة أهل جزر المالديف المنطقة التي تكون فيها الإعصار و تعني بلغتهم السلة المحملة بالهدايا.


و لكن "غونو" لم يكن محملا بالهدايا إلى عمان و العمانيين ... بل حمل أهوالا و دمارا و خسائر بشرية و مالية قدرت بالعشرات بل بمئات الملايين من الريالات العمانية ... و كشف هذا "النو" أقنعة كانت لوجوه مخفية من الفساد و الغش و المراباه و حب الذات و تغليب المصلحة الفردية على مصلحة الوطن و الشعب. إتضح سوء التخطيط و عدم الإلتزام بالمواصفات الفنية و الهندسية و السلامة العامة في الكثير من المشاريع التي تم تنفيذها حديثا ... حتى أن عبارة "ما بناه السلطان قابوس خلال سبعة و ثلاثين عاما دمره "غونو" في سويعات" تداولت كثيرا بين عامة الشعب و المقيمين على هذه الأرض الطيبة.


فسرت ظاهرة "النو" من قبل المواطنين كل حسب مفهومه و معتقده و إدراكه ، فمنهم نسبه إلى غضب إلاهي نتيجة لبعض الممارسات و تنبيه من الله سبحانه و تعالى للإنسان على ما إقترفه من معاصي و ظلم و غبن و كان هذا رأي رجال الدين بمن فيهم سماحة مفتي السلطنة ، و منهم من فسره و أعتبره ظاهرة مناخية طبيعية تحدث كل خمسين عاما أو كل قرن و هذا كان رأي رجالات علم الأرصاد الجوية و التغير المناخي في الغلاف الجوي للكرة الأرضية.


أي كان التفسير لظاهرة "النو" أو الأنواء المناخية أو "غونو" ... فهل إعتبر العمانيون (حكومة و شعبا) مما حدث من دمار و غش و نرجسية و ظلم يقابلها في ذلك بناء و إخلاص و تعاون و تسامح و إخاء ؟

و هل تمت محاسبة المسؤولين على سوء التخطيط و الإدارة الغير ناجعة ؟

أعتقد أنه بمرور عام على هذا "النو" المناخي ... تناسى الكبار آلام الصغار ، و بمرور و تقادم الزمن تضيع أشياء كثيره !!!


حفظ الله الوطن "سلطنة عمان" من كل "نو" بمختلف أنواعه المناخية البيئية و البشرية !!!  
 
 المصدر    
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة