المهندس النسر المرحوم مازن الطائي

المهندس   النسر المرحوم مازن الطائي
المهندس المرحوم مازن الطائي

سأعيش رغم الداء والأعداء كالنسر فوق القمة الشماء

أرنو ألى الشمس هازئا في السحب والأمطار والأنواء

لا ألمح الظل الكئيب ولا أرى ما في قرار الهوة السوداء

الجمعة، 25 نوفمبر 2011

شملان" ... إسم جميل لوكر خبيث

شملان" ... إسم جميل لوكر خبيث

"شملان" ...إسم جميل لوكر خبيث

بقلم المهندس / مازن بن عبدالله بن محمد الطائي
12/4/2008

شملان قرية تقع في قضاء عاليه بجبل لبنان أغلب سكانها من الموارنة المسيحيين تحيط بها قرى متعددة للطائفة الدرزية اللبنانية ، و هي قرية هادئة تبعد عن بيروت نحو 25 كيلومترا و تقع على تلة مرتفعة تطل على العاصمة بيروت من جهة منطقة الرملة البيضاء و مطار بيروت الدولي الذي أطلق عليه في منتصف التسعينيات من القرن العشرين بمطار رفيق الحريري الدولي نسبة إلى رئيس الوزراء اللبناني الراحل الذي إغتيل في فبراير من عام 2005 م نتيجة لطاحونة الحرب الأهلية التي يعيشها هذا البلد العربي و أكلت كل ما هو جميل فيه منذ عام 1974 م.


إكتسبت "شملان" شهرة عالمية إبتداء من منتصف الأربعينات من القرن العشرين ، و أصبحت مقصدا للنخبة العالمية و أصحاب الإختصاص و الباحثين لما حوته من مضمون و هدف و مقصد للتجمع و التعارف بين هذه النخبة من مختلف البلدان الأوروبية و الولايات المتحدة الأمريكية و بعض الدول العربية. و لم تكتسب قرية "شملان" هذه الشهرة من جمال طبيعتها الخلاب و جوها البحر المتوسطي المعتدل ، أو كونها قرية مسيحية محاطة بقرى درزية و التعايش بين الطوائف اللبنانية بأمن و السلام ، أو كونها تقع في قضاء عاليه المشهور برواده الأثرياء العرب (آنذاك) القاصدين للسياحة و الإستجمام و التمتع بالمطبخ الشامي اللبناني و الفاكهة اللبنانية الطازجة و ما حبى الله لبنان من جمال بمختلف أوصافه ، بل إكتسبت هذه الشهره كونها موقعا لمركز دراسات أعتبر في ذلك الوقت أهم مركز للدراسات في الشرق الأوسط لأولئك الباحثين و أصحاب الإختصاص و المبعوثين من قبل حكوماتهم و أجهزتهم و وكالاتهم لدراسة تخصص فريد من نوعه يصعب علينا نحن البسطاء من الأفراد و الشعوب أن نتصوره موجودا في تلك البقعة "الهادئة" من لبنان الذي كان في ذلك الوقت المركز الثقافي العربي و ملتقى الحضارات في الشرق الأوسط بمختلف توجهاتها و إنتماءاتها.


هذا المركز الذي عرف بمركز الشرق الأوسط للدراسات العربية (MECAS) و عرف تجاوزا بين طلابه و رواده بإسم هذه القرية "شملان" إفتتحته الحكومة البريطانية في سنة 1947 م و ذلك لتعليم اللغة العربية للدبلوماسيين الأجانب و مركزا للدراسات و البحوث في شئون الشرق الأوسط و الدراسات الإجتماعية و التاريخ و السياسة و الجغرافيا ... و حسب معلوماتي البسيطة أنه كان هنالك تعاون بين هذا المركز و الجامعة الأمريكية في بيروت من حيث تلقي بعض طلبة المركز الدراسة في هذه الجامعة العريقة التي أسسها القس الأمريكي الدكتور دانيال بلس في سنة 1866 م. و فيما يلي نبذة عن (MECAS) أو "شملان":


1. أسس مركز الشرق الأوسط للدراسات العربية (MECAS) من قبل الحكومة البريطانية في يناير 1944 م في القدس عاصمة فلسطين ، و تم تعيين برترام ثوماس في نوفمبر 1943 م رئيسا للمركز و تم تكليفه للمباشرة في عملية التأسيس تحت إدارة الجيش البريطاني بهدف تعليم أفراد هذا الجيش اللغة العربية و تاريخ الشرق الأوسط و عادات و تقاليد المجتمع العربي بما في ذلك العلوم الإجتماعية. و برترام ثوماس (13 يونيو 1892 م – 27 ديسمبر 1950 م) هو أول أوروبي عبر الربع الخالي و عمل وزيرا للمالية في سلطنة مسقط و عمان خلال الفترة من (1925 م – 1932 م).


2. في سنة 1947 م تم نقل المركز مؤقتا إلى مدينة الزرقاء بالأردن و ذلك إثر تأسيس دولة الكيان الصهيوني "إسرائيل" ، و في سـبتمبر 1947 م تم نقله إلى قرية شملان بجبل لبنان ، ومنذ ذلك الوقت أصبح المركز تحت إدارة وزارة الخارجية البريطانية المسماة (Foreign Office).


3. إشتهر مركز (MECAS) الذي عرف تجاوزا ب "شملان" كونه مدرسة للجواسيس و رجال الإستخبارات و معهدا لتعليم فن الجاسوسية و علوم الإستخبارات لكون معظم طلابه و خريجيه يعملون في وكالة الإستخبارات الأمريكية (CIA) و وزارة الخارجية البريطانية و أجهزة إستخبارات بعض الدول العربية و خصوصا الخليجية الحديثة النهضة و النشئ في ذلك الوقت و التي تربطها علاقات ممتازة مع حكومة المملكة المتحدة كونها كانت تحت الإستعمار و الإنتداب البريطاني في سنوات الإنغلاق و العزلة و الجمود العربي و الإسلامي.


4. درس في "شملان" طلاب من عدة دول بصفتهم دبلوماسيين ، و قدر عدد الطلبة الذين درسوا فيه نحو 1100 طالب درسوا اللغة العربية بين أعوام 1943 م – 1978 م. و نحو 4500 طالب درسوا مواد تأسيسية متخصصة في علوم الإستخبارات و شؤون الشرق الأوسط.


5. أغلق المركز في نوفمبر 1978 م إثر الحرب الأهلية في لبنان و نقل إلى لندن حيث تم إعادة إفتتاحه و تأسيسه في نوفمبر 1978 م.


6. من سخرية القدر أن يكون مبنى (MECAS) "شملان" في قرية شملان اللبنانية اليوم مقرا لدار الأيتام الإسلامية التي تدار من قبل المقاصد الخيرية الإسلامية التابعة للطائفة السنية في لبنان و هذه الدار تعتبر ملاذا لنحو مئتي طفل معاق ... بعد أن مر عليها و درس و قطن فيها أشخاصا كانوا وبالا و نحسا على لبنان و معظم الدول العربية ... ألا هم رجالات الإستخبارات العربية و الأجنبية و عملاء السلطة !!!


يمكن للراغب في الحصول على تفاصيل أكثر عن (MECAS)أو "شملان" الرجوع إلى الكتابين و الوصلة الإليكترونية المذكورة أدنا:


1. A Nest of Spies – Leslie McLaughlin – 1994.

2. Shemlan … A History of Middle East Centre for Arab Studies – James Craig – 1998.
3. Shemlan- Lebanon

وقانا الله و إياكم شر الجاسوسية و أعمال رجال الإستخبارات خصوصا العرب منهم !!!ؤ
 
المصدر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة