صمت الحليم
مازن الطائي 25/5/2008
كان في بالي منذ مدة طويلة تدوين القصيدة التالية للأستاذ الأديب و الشاعر العماني الأستاذ عبدالله بن محمد الطائي كما قمت من قبل بتدوين العديد من القصائد لهذا الأديب العماني في "منتدى الحارة العمانية" , لكن فضلت التريث في ذلك متحينا لفرصة المناسبة لتدوينها ... و ها أنا اليوم أجد تلك الفرصة أو المناسبة. فنحن في القرن الحادي و العشرين عصر التكنولوجيا و المعلوماتية و القرية العالمية و المساواة البشرية و الإدعاء بحرية الفرد و الفكر و الكلمة و الشفافية بين الحكومة و الشعب ... تاركين الخصوصيات التي إبتلت بها الأمة و الدعوة إلى عبادة الفرد و تقديس حاشيته و أزلامه ... إليك أخي "ليت لي جناح" "صمت الحليم" لعلنا نكف عن الممنوعات و التحريضات و محاولة التحليق في فضاء حرية الكلمة دون تجريح أو إساءة لأي كان لعله من خلال صمتنا الذي لن يكون أبدا إستسلاما للواقع نجد السبيل إلى مزيدا من حرية التعبير و حرية الوجود و التعايش بسلم و إخاء ... حتى و إن كان مع من نحسبهم إنهم منا و أبناء وطننا.
"صمت الحليم"
مكانك يا نفس لا تنطقي *** و إلا فانك في مأزق
سكوتك عقل به ناطق *** و نطقك من خلق الأحمق
و هيا اقرأي حكم السالفين *** و تحبيذهم عطل المنطق
فكم من عثار بهذا اللسان *** و كم من فضاء به ضيق
و انك نفس فحتى متى *** تذودين عن عالم ريق
نفاقا اذا ما اردت الكلام *** و صمتا اذا شئت ان تصدقي
فحرية الرأي مقبولة *** اذا كان صاحبه متقي
صمتنا و ان كثر الاضطهاد *** فصنا عن الجور ما قد بقي
فمن وطن بيع للسامري *** و آخر أعطي للأخرق
و من ثروة يحتسي نفعها *** مسبب واقعنا المملق
أخذنا السجية من بحرنا *** نعاف اللآلي و صخرا نقي
و كم بيننا من ذكي الفؤاد *** يقاومه الخصم إذ يرتقي
و كم بالمهاجر من معشر *** مضوا يبحثون عن المرفق
بلادهم تطعم الوافدين *** و أخلق باكرامهم أخلق
أليس العروبة أن نغتدي *** عبيدا لوافد ليل شقي
و نحفل حتى بشوك القتاد *** و نعمى عن الورد و الزنبق
و نصبر للمر صبر الكرام *** و نحيا بسالفنا الشيق
أليس العروبة أن ندعي *** و نخطب في صولة المفلق
نكرر نحن الأباة الأباة *** و نحن من الذل في موثق
تسير الخنافس نحو العلاء *** و نحن على جهلنا المطبق
***
أخي أيها العربي الغيور *** دعوتك دعوة حر نقي
دعوتك للوطن المستضام *** دعوتك للخطر المحدق
و قد طال ليل الهوان المرير *** و فجر الكرامة لم يفلق
اعيذك من نشء هذا الزمان *** و ما فيه من مسلك موبق
خلصت كما التبر بين التراب *** و سرت على نهجك الأصدق
و وعيت المشاكل وعي الحصيف *** فجئت بحلك كالفيلق
فمن نفسك النهج للاتجاه *** و من عزمك السير في المأزق
و خل الوعود و خل الخطاب *** نطقنا طويلا و لم نصدق
و هيا إلى العمل المستمر *** فإن التفاخر للأسبق
سنصمت لكن كصمت الحليم *** يهيئ للغضب المطلق
يثور به ثورة من يجيء *** لصد براكينها يصعق
فنخرج منها عظام النفوس *** و نظهر و المجد في المفرق
كذلك نحن و اما المقال *** فما هو إلا هوى المخفق
فيا أيها العربي الغيور *** تعال لمستقبل مشرق
25-6-1953
ديوان الفجر الزاحف (ص 22 - 24)
المصدر
"صمت الحليم"
مكانك يا نفس لا تنطقي *** و إلا فانك في مأزق
سكوتك عقل به ناطق *** و نطقك من خلق الأحمق
و هيا اقرأي حكم السالفين *** و تحبيذهم عطل المنطق
فكم من عثار بهذا اللسان *** و كم من فضاء به ضيق
و انك نفس فحتى متى *** تذودين عن عالم ريق
نفاقا اذا ما اردت الكلام *** و صمتا اذا شئت ان تصدقي
فحرية الرأي مقبولة *** اذا كان صاحبه متقي
صمتنا و ان كثر الاضطهاد *** فصنا عن الجور ما قد بقي
فمن وطن بيع للسامري *** و آخر أعطي للأخرق
و من ثروة يحتسي نفعها *** مسبب واقعنا المملق
أخذنا السجية من بحرنا *** نعاف اللآلي و صخرا نقي
و كم بيننا من ذكي الفؤاد *** يقاومه الخصم إذ يرتقي
و كم بالمهاجر من معشر *** مضوا يبحثون عن المرفق
بلادهم تطعم الوافدين *** و أخلق باكرامهم أخلق
أليس العروبة أن نغتدي *** عبيدا لوافد ليل شقي
و نحفل حتى بشوك القتاد *** و نعمى عن الورد و الزنبق
و نصبر للمر صبر الكرام *** و نحيا بسالفنا الشيق
أليس العروبة أن ندعي *** و نخطب في صولة المفلق
نكرر نحن الأباة الأباة *** و نحن من الذل في موثق
تسير الخنافس نحو العلاء *** و نحن على جهلنا المطبق
***
أخي أيها العربي الغيور *** دعوتك دعوة حر نقي
دعوتك للوطن المستضام *** دعوتك للخطر المحدق
و قد طال ليل الهوان المرير *** و فجر الكرامة لم يفلق
اعيذك من نشء هذا الزمان *** و ما فيه من مسلك موبق
خلصت كما التبر بين التراب *** و سرت على نهجك الأصدق
و وعيت المشاكل وعي الحصيف *** فجئت بحلك كالفيلق
فمن نفسك النهج للاتجاه *** و من عزمك السير في المأزق
و خل الوعود و خل الخطاب *** نطقنا طويلا و لم نصدق
و هيا إلى العمل المستمر *** فإن التفاخر للأسبق
سنصمت لكن كصمت الحليم *** يهيئ للغضب المطلق
يثور به ثورة من يجيء *** لصد براكينها يصعق
فنخرج منها عظام النفوس *** و نظهر و المجد في المفرق
كذلك نحن و اما المقال *** فما هو إلا هوى المخفق
فيا أيها العربي الغيور *** تعال لمستقبل مشرق
25-6-1953
ديوان الفجر الزاحف (ص 22 - 24)
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق