المهندس النسر المرحوم مازن الطائي

المهندس   النسر المرحوم مازن الطائي
المهندس المرحوم مازن الطائي

سأعيش رغم الداء والأعداء كالنسر فوق القمة الشماء

أرنو ألى الشمس هازئا في السحب والأمطار والأنواء

لا ألمح الظل الكئيب ولا أرى ما في قرار الهوة السوداء

السبت، 5 نوفمبر 2011

صمت الحليم

 صمت  الحليم 
مازن الطائي  25/5/2008  

كان في بالي منذ مدة طويلة تدوين القصيدة التالية للأستاذ الأديب و الشاعر العماني الأستاذ عبدالله بن محمد الطائي كما قمت من قبل بتدوين العديد من القصائد لهذا الأديب العماني في "منتدى الحارة العمانية" , لكن فضلت التريث في ذلك متحينا لفرصة المناسبة لتدوينها ... و ها أنا اليوم أجد تلك الفرصة أو المناسبة. فنحن في القرن الحادي و العشرين عصر التكنولوجيا و المعلوماتية و القرية العالمية و المساواة البشرية و الإدعاء بحرية الفرد و الفكر و الكلمة و الشفافية بين الحكومة و الشعب ... تاركين الخصوصيات التي إبتلت بها الأمة و الدعوة إلى عبادة الفرد و تقديس حاشيته و أزلامه ... إليك أخي "ليت لي جناح" "صمت الحليم" لعلنا نكف عن الممنوعات و التحريضات و محاولة التحليق في فضاء حرية الكلمة دون تجريح أو إساءة لأي كان لعله من خلال صمتنا الذي لن يكون أبدا إستسلاما للواقع نجد السبيل إلى مزيدا من حرية التعبير و حرية الوجود و التعايش بسلم و إخاء ... حتى و إن كان مع من نحسبهم إنهم منا و أبناء وطننا.

"صمت الحليم"


مكانك يا نفس لا تنطقي *** و إلا فانك في مأزق


سكوتك عقل به ناطق *** و نطقك من خلق الأحمق


و هيا اقرأي حكم السالفين *** و تحبيذهم عطل المنطق


فكم من عثار بهذا اللسان *** و كم من فضاء به ضيق


و انك نفس فحتى متى *** تذودين عن عالم ريق


نفاقا اذا ما اردت الكلام *** و صمتا اذا شئت ان تصدقي


فحرية الرأي مقبولة *** اذا كان صاحبه متقي


صمتنا و ان كثر الاضطهاد *** فصنا عن الجور ما قد بقي


فمن وطن بيع للسامري *** و آخر أعطي للأخرق


و من ثروة يحتسي نفعها *** مسبب واقعنا المملق


أخذنا السجية من بحرنا *** نعاف اللآلي و صخرا نقي


و كم بيننا من ذكي الفؤاد *** يقاومه الخصم إذ يرتقي


و كم بالمهاجر من معشر *** مضوا يبحثون عن المرفق


بلادهم تطعم الوافدين *** و أخلق باكرامهم أخلق


أليس العروبة أن نغتدي *** عبيدا لوافد ليل شقي


و نحفل حتى بشوك القتاد *** و نعمى عن الورد و الزنبق


و نصبر للمر صبر الكرام *** و نحيا بسالفنا الشيق


أليس العروبة أن ندعي *** و نخطب في صولة المفلق


نكرر نحن الأباة الأباة *** و نحن من الذل في موثق


تسير الخنافس نحو العلاء *** و نحن على جهلنا المطبق


***


أخي أيها العربي الغيور *** دعوتك دعوة حر نقي


دعوتك للوطن المستضام *** دعوتك للخطر المحدق


و قد طال ليل الهوان المرير *** و فجر الكرامة لم يفلق


اعيذك من نشء هذا الزمان *** و ما فيه من مسلك موبق


خلصت كما التبر بين التراب *** و سرت على نهجك الأصدق


و وعيت المشاكل وعي الحصيف *** فجئت بحلك كالفيلق


فمن نفسك النهج للاتجاه *** و من عزمك السير في المأزق


و خل الوعود و خل الخطاب *** نطقنا طويلا و لم نصدق


و هيا إلى العمل المستمر *** فإن التفاخر للأسبق

سنصمت لكن كصمت الحليم *** يهيئ للغضب المطلق

يثور به ثورة من يجيء *** لصد براكينها يصعق


فنخرج منها عظام النفوس *** و نظهر و المجد في المفرق


كذلك نحن و اما المقال *** فما هو إلا هوى المخفق


فيا أيها العربي الغيور *** تعال لمستقبل مشرق


25-6-1953

ديوان الفجر الزاحف (ص 22 - 24) 

 المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة