المهندس النسر المرحوم مازن الطائي

المهندس   النسر المرحوم مازن الطائي
المهندس المرحوم مازن الطائي

سأعيش رغم الداء والأعداء كالنسر فوق القمة الشماء

أرنو ألى الشمس هازئا في السحب والأمطار والأنواء

لا ألمح الظل الكئيب ولا أرى ما في قرار الهوة السوداء

الجمعة، 25 نوفمبر 2011

"أبو سلام"

 "أبو سلام" 

مازن الطائي  6/3/2010

إهداء إلى الأخ الشاعر العماني "محمد الحارثي" ... مؤلف كتاب "الآثار الشعرية لأبو مسلم البهلاني" و الذي لم يوفق في تدشين كتابه في معرض مسقط الدولي للكتاب الذي أغلق أبوابه يوم أمس الجمعة 5 مارس 2010.
المصدر: كتاب "الأدب المعاصر في الخليج العربي تأليف الأستاذ عبدالله بن محمد الطائي إصدار معهد البحوث و الدراسات العربية بجامعة الدول العربية 1974 م. ص 172-175.

"أبو سلام"


الشيخ سليمان بن سعيد الكندي شاعر استنهاضي كبير و يعتبر خليفة
أبي مسلم في الاستنهاض. و قد ولد بنزوى عام 1292 هـ و توفى سنة 1380 و عاش فترة طويلة من شبابه في مدينة بوشر و انتقل إلى نزوى بعد وفاة والده الشيخ العلامة سعيد بن ناصر الكندي حيث قضى بقية حياته ، و يكاد يكون الاستنهاض هو مادة شعره. و ها هو يخاطب عمان:

عمان انهضي و استنهضي الشرق و الغربا *** و لا تقعدي و استصحبي الصارم العضبا


عمان انهضي و استنهضي كل باسل *** كمي يجيد الرمي و الطعن و الضربا


عمان انهضي إنا رجالك همنا *** طلاب العلى لا نبتغي غيرها كسبا


عمان انهضي أنا على الصدق و الوفا *** و نحن أباة الضيم لا نرضى السبا


عمان انهضي إن السيوف بغمدها *** تئن و قد أضحت تطالبنا حربا


أميطي قناع الذل عنك فإنما *** حبائل أهل البغي قد نصبت نصبا


فكم لك في التاريخ من قدم رسا *** و كم لك من فخر ملأت به الكتبا


ضممت إليك الهند و السند برهة *** و نازعت كسرى الفرس قدما و قد لبى


و طاردت جمع البرتغال فأصبحت *** رجالهم أسرى و أموالهم نهبا


بنوك بنوك العرب هم أرغموا العدا *** فكم هزموا جيشا و كم كشفوا كربا


و هم دخلوا أفريقيا الشرق و احتووا *** ممالكها و استسلموا الوعر و الصعبا


عمان اسمعي الأقوام منك صواعقا *** تصم بها آذانهم تذهل اللبا


فلا تحسبوا إنا ندين كغيرنا *** فهيهات لا نرضى و لو طبقوا السحبا


و من مظاهر تنوع القافية في الشعر العماني قصيدة نظمها الشاعر محييا تولي الزعيم الليبي الشيخ سليمان الباروني رئاسة الوزراء في عمان و ذلك عام 1344 هـ:


ته دلالا أيها القطر الحصين *** قد ظفرت اليوم بالعز المكين


فاغتنمه إنه الدر الثمين *** و انتظمه في رؤوس العظما


فانتبه يا شعب فاليوم انفتح *** لك باب العز و النصر نفح


فهنيئا لك فالدهر سمح *** بكريم أنجبته الكرما


يا يراعي حرر العقد الأكيد *** من نظام أو نثار أو فريد


و انشر الأقوال بالذكر الحميد *** عن سليمان زعيم الزعماء


يا بن عبدالله قد حزت المقام *** إذ غدوت الآن ركنا للإمام


بك نلنا يا بروني المرام *** ليس بدعا إن تكن حزت السما


كم روايات لنا عنك أتت *** و أحاديث بصدق وردت


إنما أنت جحيم سعرت *** إن نوى مستعمر سلب الحمى


سائل الطليان ماذا وجدوا *** من سليمان و ماذا شهدوا


كلما للحرب نارا أوقدوا *** أطفأوها إذا رأوه هجما



و قد تعرض الشاعر للنفي لدعوته الاستنهاضية الوطنية إبان الحرب العالمية الأولى فأبعد إلى الهند عام 1323 هـ هو و رفاق ثلاثة هم محمد بن صالح و علي بن ناصر و سليمان بن عامر آل طي ، و هنالك سمع حمامة تهدل فهتف مخاطبا:


في سمر بور يا حمام أراك *** تكثرين النواح ما أشجاك


أفراق أراعك اليوم مثلي *** أم حبيب بعد وصال جفاك


أيها الورق هل بكاؤك يجدي *** نفع شيء و هل بلغت مناك


فأرى الصبر في الغوائب أولى *** من بكاء أو من سماع غناك



و هذا نموذج من نماذج دعاة النهضة في عمان و لو عرف المرء بمراحل دعواتهم لعجب لهذا القطر الكبير و من صبره على الدعوة و على الكفاح سنوات طويلة.

يتبع ... الشاعر الكندي من كتاب شعراء معاصرون للأستاذ الأديب عبدالله بن محمد الطائي   


 المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة