"أبو سلام"
مازن الطائي 6/3/2010
إهداء إلى الأخ الشاعر العماني "محمد الحارثي" ... مؤلف كتاب "الآثار الشعرية لأبو مسلم البهلاني" و الذي لم يوفق في تدشين كتابه في معرض مسقط الدولي للكتاب الذي أغلق أبوابه يوم أمس الجمعة 5 مارس 2010.
المصدر: كتاب "الأدب المعاصر في الخليج العربي تأليف الأستاذ عبدالله بن محمد الطائي إصدار معهد البحوث و الدراسات العربية بجامعة الدول العربية 1974 م. ص 172-175.
"أبو سلام"
الشيخ سليمان بن سعيد الكندي شاعر استنهاضي كبير و يعتبر خليفة أبي مسلم في الاستنهاض. و قد ولد بنزوى عام 1292 هـ و توفى سنة 1380 و عاش فترة طويلة من شبابه في مدينة بوشر و انتقل إلى نزوى بعد وفاة والده الشيخ العلامة سعيد بن ناصر الكندي حيث قضى بقية حياته ، و يكاد يكون الاستنهاض هو مادة شعره. و ها هو يخاطب عمان:
عمان انهضي و استنهضي الشرق و الغربا *** و لا تقعدي و استصحبي الصارم العضبا
عمان انهضي و استنهضي كل باسل *** كمي يجيد الرمي و الطعن و الضربا
عمان انهضي إنا رجالك همنا *** طلاب العلى لا نبتغي غيرها كسبا
عمان انهضي أنا على الصدق و الوفا *** و نحن أباة الضيم لا نرضى السبا
عمان انهضي إن السيوف بغمدها *** تئن و قد أضحت تطالبنا حربا
أميطي قناع الذل عنك فإنما *** حبائل أهل البغي قد نصبت نصبا
فكم لك في التاريخ من قدم رسا *** و كم لك من فخر ملأت به الكتبا
ضممت إليك الهند و السند برهة *** و نازعت كسرى الفرس قدما و قد لبى
و طاردت جمع البرتغال فأصبحت *** رجالهم أسرى و أموالهم نهبا
بنوك بنوك العرب هم أرغموا العدا *** فكم هزموا جيشا و كم كشفوا كربا
و هم دخلوا أفريقيا الشرق و احتووا *** ممالكها و استسلموا الوعر و الصعبا
عمان اسمعي الأقوام منك صواعقا *** تصم بها آذانهم تذهل اللبا
فلا تحسبوا إنا ندين كغيرنا *** فهيهات لا نرضى و لو طبقوا السحبا
و من مظاهر تنوع القافية في الشعر العماني قصيدة نظمها الشاعر محييا تولي الزعيم الليبي الشيخ سليمان الباروني رئاسة الوزراء في عمان و ذلك عام 1344 هـ:
ته دلالا أيها القطر الحصين *** قد ظفرت اليوم بالعز المكين
فاغتنمه إنه الدر الثمين *** و انتظمه في رؤوس العظما
فانتبه يا شعب فاليوم انفتح *** لك باب العز و النصر نفح
فهنيئا لك فالدهر سمح *** بكريم أنجبته الكرما
يا يراعي حرر العقد الأكيد *** من نظام أو نثار أو فريد
و انشر الأقوال بالذكر الحميد *** عن سليمان زعيم الزعماء
يا بن عبدالله قد حزت المقام *** إذ غدوت الآن ركنا للإمام
بك نلنا يا بروني المرام *** ليس بدعا إن تكن حزت السما
كم روايات لنا عنك أتت *** و أحاديث بصدق وردت
إنما أنت جحيم سعرت *** إن نوى مستعمر سلب الحمى
سائل الطليان ماذا وجدوا *** من سليمان و ماذا شهدوا
كلما للحرب نارا أوقدوا *** أطفأوها إذا رأوه هجما
و قد تعرض الشاعر للنفي لدعوته الاستنهاضية الوطنية إبان الحرب العالمية الأولى فأبعد إلى الهند عام 1323 هـ هو و رفاق ثلاثة هم محمد بن صالح و علي بن ناصر و سليمان بن عامر آل طي ، و هنالك سمع حمامة تهدل فهتف مخاطبا:
في سمر بور يا حمام أراك *** تكثرين النواح ما أشجاك
أفراق أراعك اليوم مثلي *** أم حبيب بعد وصال جفاك
أيها الورق هل بكاؤك يجدي *** نفع شيء و هل بلغت مناك
فأرى الصبر في الغوائب أولى *** من بكاء أو من سماع غناك
و هذا نموذج من نماذج دعاة النهضة في عمان و لو عرف المرء بمراحل دعواتهم لعجب لهذا القطر الكبير و من صبره على الدعوة و على الكفاح سنوات طويلة.
يتبع ... الشاعر الكندي من كتاب شعراء معاصرون للأستاذ الأديب عبدالله بن محمد الطائي
المصدر
مازن الطائي 6/3/2010
إهداء إلى الأخ الشاعر العماني "محمد الحارثي" ... مؤلف كتاب "الآثار الشعرية لأبو مسلم البهلاني" و الذي لم يوفق في تدشين كتابه في معرض مسقط الدولي للكتاب الذي أغلق أبوابه يوم أمس الجمعة 5 مارس 2010.
المصدر: كتاب "الأدب المعاصر في الخليج العربي تأليف الأستاذ عبدالله بن محمد الطائي إصدار معهد البحوث و الدراسات العربية بجامعة الدول العربية 1974 م. ص 172-175.
"أبو سلام"
الشيخ سليمان بن سعيد الكندي شاعر استنهاضي كبير و يعتبر خليفة أبي مسلم في الاستنهاض. و قد ولد بنزوى عام 1292 هـ و توفى سنة 1380 و عاش فترة طويلة من شبابه في مدينة بوشر و انتقل إلى نزوى بعد وفاة والده الشيخ العلامة سعيد بن ناصر الكندي حيث قضى بقية حياته ، و يكاد يكون الاستنهاض هو مادة شعره. و ها هو يخاطب عمان:
عمان انهضي و استنهضي الشرق و الغربا *** و لا تقعدي و استصحبي الصارم العضبا
عمان انهضي و استنهضي كل باسل *** كمي يجيد الرمي و الطعن و الضربا
عمان انهضي إنا رجالك همنا *** طلاب العلى لا نبتغي غيرها كسبا
عمان انهضي أنا على الصدق و الوفا *** و نحن أباة الضيم لا نرضى السبا
عمان انهضي إن السيوف بغمدها *** تئن و قد أضحت تطالبنا حربا
أميطي قناع الذل عنك فإنما *** حبائل أهل البغي قد نصبت نصبا
فكم لك في التاريخ من قدم رسا *** و كم لك من فخر ملأت به الكتبا
ضممت إليك الهند و السند برهة *** و نازعت كسرى الفرس قدما و قد لبى
و طاردت جمع البرتغال فأصبحت *** رجالهم أسرى و أموالهم نهبا
بنوك بنوك العرب هم أرغموا العدا *** فكم هزموا جيشا و كم كشفوا كربا
و هم دخلوا أفريقيا الشرق و احتووا *** ممالكها و استسلموا الوعر و الصعبا
عمان اسمعي الأقوام منك صواعقا *** تصم بها آذانهم تذهل اللبا
فلا تحسبوا إنا ندين كغيرنا *** فهيهات لا نرضى و لو طبقوا السحبا
و من مظاهر تنوع القافية في الشعر العماني قصيدة نظمها الشاعر محييا تولي الزعيم الليبي الشيخ سليمان الباروني رئاسة الوزراء في عمان و ذلك عام 1344 هـ:
ته دلالا أيها القطر الحصين *** قد ظفرت اليوم بالعز المكين
فاغتنمه إنه الدر الثمين *** و انتظمه في رؤوس العظما
فانتبه يا شعب فاليوم انفتح *** لك باب العز و النصر نفح
فهنيئا لك فالدهر سمح *** بكريم أنجبته الكرما
يا يراعي حرر العقد الأكيد *** من نظام أو نثار أو فريد
و انشر الأقوال بالذكر الحميد *** عن سليمان زعيم الزعماء
يا بن عبدالله قد حزت المقام *** إذ غدوت الآن ركنا للإمام
بك نلنا يا بروني المرام *** ليس بدعا إن تكن حزت السما
كم روايات لنا عنك أتت *** و أحاديث بصدق وردت
إنما أنت جحيم سعرت *** إن نوى مستعمر سلب الحمى
سائل الطليان ماذا وجدوا *** من سليمان و ماذا شهدوا
كلما للحرب نارا أوقدوا *** أطفأوها إذا رأوه هجما
و قد تعرض الشاعر للنفي لدعوته الاستنهاضية الوطنية إبان الحرب العالمية الأولى فأبعد إلى الهند عام 1323 هـ هو و رفاق ثلاثة هم محمد بن صالح و علي بن ناصر و سليمان بن عامر آل طي ، و هنالك سمع حمامة تهدل فهتف مخاطبا:
في سمر بور يا حمام أراك *** تكثرين النواح ما أشجاك
أفراق أراعك اليوم مثلي *** أم حبيب بعد وصال جفاك
أيها الورق هل بكاؤك يجدي *** نفع شيء و هل بلغت مناك
فأرى الصبر في الغوائب أولى *** من بكاء أو من سماع غناك
و هذا نموذج من نماذج دعاة النهضة في عمان و لو عرف المرء بمراحل دعواتهم لعجب لهذا القطر الكبير و من صبره على الدعوة و على الكفاح سنوات طويلة.
يتبع ... الشاعر الكندي من كتاب شعراء معاصرون للأستاذ الأديب عبدالله بن محمد الطائي
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق