المهندس النسر المرحوم مازن الطائي

المهندس   النسر المرحوم مازن الطائي
المهندس المرحوم مازن الطائي

سأعيش رغم الداء والأعداء كالنسر فوق القمة الشماء

أرنو ألى الشمس هازئا في السحب والأمطار والأنواء

لا ألمح الظل الكئيب ولا أرى ما في قرار الهوة السوداء

السبت، 5 نوفمبر 2011

الظلم ظلمات

الظلم ظلمات"  

للكاتب مازن الطائي   كتبت بتاريخ 13/4/2008 من مواضيع الحارة "المفقودة"

"تنويه: كتبت هذه المقالة في 22 أكتوبر 2003 م إثر سماعي و متابعتي للخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله في إفتتاح مجلس عمان في دورته (2003-2004 م) و نشرته في إحدى المنتديات الأدبية العمانية ... و بعد مرور نحو خمس سنوات من كتابة هذه المقالة طرحت على نفسي سؤالا ألا وهو هل لمس المواطن العماني تغيرا في السياسات الإقتصادية و المعيشية للحكومة التي قال ربانها "الظلم ظلمات" ؟ و هل وعي المسؤولون و صناع القرار معنى تلك العبارة ؟... بالرغم أن الربان كان يقصد الظلم الذي نكبت به الشعوب المغلوبة على أمرها و التي قضاياها هي محك الصراع الدولي ... قبل أن يكون الأمر مطروحا على الصعيد المحلي ... و أين يقع قوله "الظلم ظلمات" في الواقع المحلي العماني !!!


أعترف هنا و منذ عام 2003 م أصبحت أكثر نضوجا و على الأقل بتحليل الأمور من ناحية موضوعية و عقلانية دون الأخذ بالعواطف و المشاعر الوطنية ، و لكنني كذلك أصبحت أكثر إصرارا و عنادا و ثباتا على آرائي و مواقفي بالرغم ما أبداه الأعداء من شماتة و مضايقة:


"حار العدا في حالتي ، أجد الأذى *** منهم ... فلا يجدون غير ثباتي" "



الظلم ظلمات


أثر في نفسي ما قاله صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله و أبقاه في خطابه السامي في إفتتاح الدورة الجديدة لمجلس عمان و ما يضم من مجالس الحكومة (مجلس الوزراء و مجلس الدولة و مجلس الشورى) عندما قال "الظلم ظلمات" ... فأين هذا الشعور و الإحساس من بعض صناع القرار في الدولة من وزراء و مسؤولين الذين يرسمون السياسات الإقتصادية و الإجتماعية و التي تمس جوهر الحياة اليومية للوطن و المواطن ... هؤلاء المسؤولين الذين أثقلوا كاهل المواطن و أثقلوه بالقرارات و الإجراءات و اللوائح و القوانين التي ينفر منها كل إنسان حر معتز بنفسه و وطنه ، هؤلاء المسؤولين الذين جردوا و همشوا الكفاءات و الخبرات العمانية إثر قراراتهم و تصرفاتهم الجائرة و التي لا تخدم الوطن بل تخدم أهوائهم و مصالحهم و أذنابهم و أزلامهم ؟ !!!


و لا داعي أن نورد أسماء أو نذكر إجراء ، فليس من سماتنا التجريح و التهجم ، و لكن هنالك الكثير من الأمثلة على قرارات بعض المسؤولين المتعجرفين الذين تناسوا يقظة الضمير و تمسكوا بالحقد و الظلم و السطوة و البطش و الغرور ، و أشاعوا المحسوبية و التبعية ، و قربوا المنافقين و الوصوليين ، فجعلوهم أذنابا لهم و سيوفا على رقاب الكفاءات و الخبرات و عزيزي النفس و المواطن الفقير.


فإذا تحدثنا عن "الظلم و ظلماته" ... فهو ليس واقع خارج الوطن و حسب و نتيجة للسياسات الدولية و مصالح القوى الكبرى المهيمنة و المسيطرة على العالم و مقدرات الشعوب ... و هذا أمر طبيعي ، فالقوي دائما يكشر أنيابه بغية تحقيق أهدافه و مصالحه ، و لكن هنا في الوطن ... في عمان ... نجد تكشير الأنياب من إخواننا العمانيين ، من نسوا أنفسهم ... و كيف كانوا و من كانوا ، و أساؤوا إلى من كرمهم و رفعهم عليا ، و منحهم ثقته ، و جعلهم في السلطة و دائرة صنع القرار ، فتغطرسوا و تكبروا و رأوا في أنفسهم العقل و كماله و فلتة الزمان و عنفوانه ، فأنهكوا المواطن و حطموا الكوادر و أشاعوا الحقد و النميمة ... فجعلوا من الظلم ظلاما للمواطن الذي لا حول و لا قوة له إلا أن يدعوا الله العلي القدير أن يزيل هؤلاء و أمثالهم من مراكزهم القيادية و السلطوية ، و أن يحفظ صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد ذخرا لهم ... فلا يوجد من يستجيرون به في هذه الدنيا بعد الله سبحانه و تعالى إلا هو بعد أن عز عليهم المسؤول الذي يراعي ظروفهم و يقدر شعورهم و أحاسيسهم و يتعايش مع أوضاعهم ... و أن ينير الله درب سلطانهم بالهدى و العدل و يحيطه بالبطانة الصالحة و أن يبقيه راعيا و قائدا لتكون عمان خالية من ظلمات هؤلاء الذين أشاعوا الظلم و الظلام في الوطن الحبيب قبل أن نتطلع إلى إزاحتها من خارج الوطن ... و ما هم إلا عابري سبيل ... و يبقى الوطن ، نعم يبقى الوطن ... و تبقى عمان مضيئة بماضيها التليد و حاضرها الزاهر و مستقبلها المشرق إن شاء الله ، حرة بأبنائها المخلصين الذين لا يرون و لا يودون إلا نور الرخاء و الحياة الرغدة الكريمة لمواطنيهم. 


  المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة