الظلم ظلمات"
للكاتب مازن الطائي كتبت بتاريخ 13/4/2008 من مواضيع الحارة "المفقودة"
"تنويه: كتبت هذه المقالة في 22 أكتوبر 2003 م إثر سماعي و متابعتي للخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله في إفتتاح مجلس عمان في دورته (2003-2004 م) و نشرته في إحدى المنتديات الأدبية العمانية ... و بعد مرور نحو خمس سنوات من كتابة هذه المقالة طرحت على نفسي سؤالا ألا وهو هل لمس المواطن العماني تغيرا في السياسات الإقتصادية و المعيشية للحكومة التي قال ربانها "الظلم ظلمات" ؟ و هل وعي المسؤولون و صناع القرار معنى تلك العبارة ؟... بالرغم أن الربان كان يقصد الظلم الذي نكبت به الشعوب المغلوبة على أمرها و التي قضاياها هي محك الصراع الدولي ... قبل أن يكون الأمر مطروحا على الصعيد المحلي ... و أين يقع قوله "الظلم ظلمات" في الواقع المحلي العماني !!!
أعترف هنا و منذ عام 2003 م أصبحت أكثر نضوجا و على الأقل بتحليل الأمور من ناحية موضوعية و عقلانية دون الأخذ بالعواطف و المشاعر الوطنية ، و لكنني كذلك أصبحت أكثر إصرارا و عنادا و ثباتا على آرائي و مواقفي بالرغم ما أبداه الأعداء من شماتة و مضايقة:
"حار العدا في حالتي ، أجد الأذى *** منهم ... فلا يجدون غير ثباتي" "
الظلم ظلمات
أثر في نفسي ما قاله صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله و أبقاه في خطابه السامي في إفتتاح الدورة الجديدة لمجلس عمان و ما يضم من مجالس الحكومة (مجلس الوزراء و مجلس الدولة و مجلس الشورى) عندما قال "الظلم ظلمات" ... فأين هذا الشعور و الإحساس من بعض صناع القرار في الدولة من وزراء و مسؤولين الذين يرسمون السياسات الإقتصادية و الإجتماعية و التي تمس جوهر الحياة اليومية للوطن و المواطن ... هؤلاء المسؤولين الذين أثقلوا كاهل المواطن و أثقلوه بالقرارات و الإجراءات و اللوائح و القوانين التي ينفر منها كل إنسان حر معتز بنفسه و وطنه ، هؤلاء المسؤولين الذين جردوا و همشوا الكفاءات و الخبرات العمانية إثر قراراتهم و تصرفاتهم الجائرة و التي لا تخدم الوطن بل تخدم أهوائهم و مصالحهم و أذنابهم و أزلامهم ؟ !!!
و لا داعي أن نورد أسماء أو نذكر إجراء ، فليس من سماتنا التجريح و التهجم ، و لكن هنالك الكثير من الأمثلة على قرارات بعض المسؤولين المتعجرفين الذين تناسوا يقظة الضمير و تمسكوا بالحقد و الظلم و السطوة و البطش و الغرور ، و أشاعوا المحسوبية و التبعية ، و قربوا المنافقين و الوصوليين ، فجعلوهم أذنابا لهم و سيوفا على رقاب الكفاءات و الخبرات و عزيزي النفس و المواطن الفقير.
فإذا تحدثنا عن "الظلم و ظلماته" ... فهو ليس واقع خارج الوطن و حسب و نتيجة للسياسات الدولية و مصالح القوى الكبرى المهيمنة و المسيطرة على العالم و مقدرات الشعوب ... و هذا أمر طبيعي ، فالقوي دائما يكشر أنيابه بغية تحقيق أهدافه و مصالحه ، و لكن هنا في الوطن ... في عمان ... نجد تكشير الأنياب من إخواننا العمانيين ، من نسوا أنفسهم ... و كيف كانوا و من كانوا ، و أساؤوا إلى من كرمهم و رفعهم عليا ، و منحهم ثقته ، و جعلهم في السلطة و دائرة صنع القرار ، فتغطرسوا و تكبروا و رأوا في أنفسهم العقل و كماله و فلتة الزمان و عنفوانه ، فأنهكوا المواطن و حطموا الكوادر و أشاعوا الحقد و النميمة ... فجعلوا من الظلم ظلاما للمواطن الذي لا حول و لا قوة له إلا أن يدعوا الله العلي القدير أن يزيل هؤلاء و أمثالهم من مراكزهم القيادية و السلطوية ، و أن يحفظ صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد ذخرا لهم ... فلا يوجد من يستجيرون به في هذه الدنيا بعد الله سبحانه و تعالى إلا هو بعد أن عز عليهم المسؤول الذي يراعي ظروفهم و يقدر شعورهم و أحاسيسهم و يتعايش مع أوضاعهم ... و أن ينير الله درب سلطانهم بالهدى و العدل و يحيطه بالبطانة الصالحة و أن يبقيه راعيا و قائدا لتكون عمان خالية من ظلمات هؤلاء الذين أشاعوا الظلم و الظلام في الوطن الحبيب قبل أن نتطلع إلى إزاحتها من خارج الوطن ... و ما هم إلا عابري سبيل ... و يبقى الوطن ، نعم يبقى الوطن ... و تبقى عمان مضيئة بماضيها التليد و حاضرها الزاهر و مستقبلها المشرق إن شاء الله ، حرة بأبنائها المخلصين الذين لا يرون و لا يودون إلا نور الرخاء و الحياة الرغدة الكريمة لمواطنيهم.
المصدر
للكاتب مازن الطائي كتبت بتاريخ 13/4/2008 من مواضيع الحارة "المفقودة"
"تنويه: كتبت هذه المقالة في 22 أكتوبر 2003 م إثر سماعي و متابعتي للخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله في إفتتاح مجلس عمان في دورته (2003-2004 م) و نشرته في إحدى المنتديات الأدبية العمانية ... و بعد مرور نحو خمس سنوات من كتابة هذه المقالة طرحت على نفسي سؤالا ألا وهو هل لمس المواطن العماني تغيرا في السياسات الإقتصادية و المعيشية للحكومة التي قال ربانها "الظلم ظلمات" ؟ و هل وعي المسؤولون و صناع القرار معنى تلك العبارة ؟... بالرغم أن الربان كان يقصد الظلم الذي نكبت به الشعوب المغلوبة على أمرها و التي قضاياها هي محك الصراع الدولي ... قبل أن يكون الأمر مطروحا على الصعيد المحلي ... و أين يقع قوله "الظلم ظلمات" في الواقع المحلي العماني !!!
أعترف هنا و منذ عام 2003 م أصبحت أكثر نضوجا و على الأقل بتحليل الأمور من ناحية موضوعية و عقلانية دون الأخذ بالعواطف و المشاعر الوطنية ، و لكنني كذلك أصبحت أكثر إصرارا و عنادا و ثباتا على آرائي و مواقفي بالرغم ما أبداه الأعداء من شماتة و مضايقة:
"حار العدا في حالتي ، أجد الأذى *** منهم ... فلا يجدون غير ثباتي" "
الظلم ظلمات
أثر في نفسي ما قاله صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله و أبقاه في خطابه السامي في إفتتاح الدورة الجديدة لمجلس عمان و ما يضم من مجالس الحكومة (مجلس الوزراء و مجلس الدولة و مجلس الشورى) عندما قال "الظلم ظلمات" ... فأين هذا الشعور و الإحساس من بعض صناع القرار في الدولة من وزراء و مسؤولين الذين يرسمون السياسات الإقتصادية و الإجتماعية و التي تمس جوهر الحياة اليومية للوطن و المواطن ... هؤلاء المسؤولين الذين أثقلوا كاهل المواطن و أثقلوه بالقرارات و الإجراءات و اللوائح و القوانين التي ينفر منها كل إنسان حر معتز بنفسه و وطنه ، هؤلاء المسؤولين الذين جردوا و همشوا الكفاءات و الخبرات العمانية إثر قراراتهم و تصرفاتهم الجائرة و التي لا تخدم الوطن بل تخدم أهوائهم و مصالحهم و أذنابهم و أزلامهم ؟ !!!
و لا داعي أن نورد أسماء أو نذكر إجراء ، فليس من سماتنا التجريح و التهجم ، و لكن هنالك الكثير من الأمثلة على قرارات بعض المسؤولين المتعجرفين الذين تناسوا يقظة الضمير و تمسكوا بالحقد و الظلم و السطوة و البطش و الغرور ، و أشاعوا المحسوبية و التبعية ، و قربوا المنافقين و الوصوليين ، فجعلوهم أذنابا لهم و سيوفا على رقاب الكفاءات و الخبرات و عزيزي النفس و المواطن الفقير.
فإذا تحدثنا عن "الظلم و ظلماته" ... فهو ليس واقع خارج الوطن و حسب و نتيجة للسياسات الدولية و مصالح القوى الكبرى المهيمنة و المسيطرة على العالم و مقدرات الشعوب ... و هذا أمر طبيعي ، فالقوي دائما يكشر أنيابه بغية تحقيق أهدافه و مصالحه ، و لكن هنا في الوطن ... في عمان ... نجد تكشير الأنياب من إخواننا العمانيين ، من نسوا أنفسهم ... و كيف كانوا و من كانوا ، و أساؤوا إلى من كرمهم و رفعهم عليا ، و منحهم ثقته ، و جعلهم في السلطة و دائرة صنع القرار ، فتغطرسوا و تكبروا و رأوا في أنفسهم العقل و كماله و فلتة الزمان و عنفوانه ، فأنهكوا المواطن و حطموا الكوادر و أشاعوا الحقد و النميمة ... فجعلوا من الظلم ظلاما للمواطن الذي لا حول و لا قوة له إلا أن يدعوا الله العلي القدير أن يزيل هؤلاء و أمثالهم من مراكزهم القيادية و السلطوية ، و أن يحفظ صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد ذخرا لهم ... فلا يوجد من يستجيرون به في هذه الدنيا بعد الله سبحانه و تعالى إلا هو بعد أن عز عليهم المسؤول الذي يراعي ظروفهم و يقدر شعورهم و أحاسيسهم و يتعايش مع أوضاعهم ... و أن ينير الله درب سلطانهم بالهدى و العدل و يحيطه بالبطانة الصالحة و أن يبقيه راعيا و قائدا لتكون عمان خالية من ظلمات هؤلاء الذين أشاعوا الظلم و الظلام في الوطن الحبيب قبل أن نتطلع إلى إزاحتها من خارج الوطن ... و ما هم إلا عابري سبيل ... و يبقى الوطن ، نعم يبقى الوطن ... و تبقى عمان مضيئة بماضيها التليد و حاضرها الزاهر و مستقبلها المشرق إن شاء الله ، حرة بأبنائها المخلصين الذين لا يرون و لا يودون إلا نور الرخاء و الحياة الرغدة الكريمة لمواطنيهم.
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق