المهندس النسر المرحوم مازن الطائي

المهندس   النسر المرحوم مازن الطائي
المهندس المرحوم مازن الطائي

سأعيش رغم الداء والأعداء كالنسر فوق القمة الشماء

أرنو ألى الشمس هازئا في السحب والأمطار والأنواء

لا ألمح الظل الكئيب ولا أرى ما في قرار الهوة السوداء

الأحد، 6 نوفمبر 2011

"حرية الدشداشة أم حرية الكلمة"

"حرية الدشداشة أم حرية الكلمة"  

مازن الطائي 30/8/2008 

ذهبت لمحل الخياط الذي يعد من أشهر و أقدم محلات خياطي ملابس الرجال في السلطنة لتفصيل دشاديش للعيد المبارك لي و لأولادي ... وجدت إبن العبيداني الذي ورث المهنة عن المرحوم والده مهموما و متوترا و سألته عن السبب فأجابني أنه تلقى إنذارا من الوزارة الموقرة بالغرامة و الحبس إذا لم يتقيد بتفصيل الشكل الكلاسيكي للدشداشة العمانية ... يقول إبن العبيداني أنا تاجر و مهني محترف و أعرف الذوق العماني في إختيار نوعية الدشداشة و تصميمها و لكل إنسان ذوقه و فنه و ,,,إلخ و الناس أذواق فهذا يريد أزرق و ذلك أحمر و الآخر أبيض كما أن تفصيلة الدشداشة العمانية تختلف من منطقة و ولاية بل من قرية إلى قرية و من بيت إلى بيت و نحن ملتزمون بمواصفات الدشداشة العمانية التي حددها ذوق الشعب العماني ... أفلم تجد الوزارة الموقرة شأنا جديدا تطارده غير تفصيل الدشداشة ، ألم تعترض على إرتفاع الأسعار و الغلاء حتى في تكلفة قماش و خياطة الدشداشة ؟
أليس الإنسان حرا في ما يأكل و يلبس و في تصرفاته و ميوله و أهوائه ما دام يراعي ضوابط المجتمع و عاداته ؟


خرجت من عند الخياط و أنا أفكر ... صحيح أين الوزارة الموقرة و دورها في كبح شجع التجار و الإحتكار المتنامي عندهم ؟ ألم تجد الوزارة الموقرة شأنا غير "الدشداشة" لتتبع المخالفين من التجار ؟ ... و لو أني أتفق في المحافظة على رونق الدشداشة العمانية و "خصوصيتها".

و تذكرت ما نعاني منه نحن العرب ككل من تقييد للكلمة و حرية التعبير. فماذا نريد ؟ أنريد حرية الكلمة أم حرية الذوق ؟ حرية التعبير و الرأي أم حرية الملبس ؟ ... قيود تضاف على قيود ، فهل الوزارة الموقرة عاجزة عن تقدم شيئا للمواطن سوى أنها تتابع المخالفين في فن تصميم و تفصيل الدشداشة العمانية بينما المواطن العادي إنخفض مستوى دخله بنحو 30% ؟ أليس من الأولى أن نجد حلا لمشكلة الغلاء و تدني مستوى الدخل و تحسين المستوى المعيشي للفرد بدلا من تتبع شكل الدشداشة و لونها ؟ !!!


أستطلع رأي الأخوة ... هل نريد حرية الدشداشة أم حرية الفكر و الرأي و الكلمة ؟ !!! 
 
 المصدر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة