المهندس النسر المرحوم مازن الطائي

المهندس   النسر المرحوم مازن الطائي
المهندس المرحوم مازن الطائي

سأعيش رغم الداء والأعداء كالنسر فوق القمة الشماء

أرنو ألى الشمس هازئا في السحب والأمطار والأنواء

لا ألمح الظل الكئيب ولا أرى ما في قرار الهوة السوداء

السبت، 5 نوفمبر 2011

الخصخصة بين د. فيصل القاسم و ضيفاه د. ولي الله و د. عبده

الخصخصة بين د. فيصل القاسم و ضيفاه د. ولي الله و د. عبده 

مازن الطائي 21/5/2008 

لم أتابع برامج قناة الجزيرة الحوارية منذ أن تم تعديل مواقيت هذه البرامج و تأخيرها ساعة كاملة منذ نحو عام بما لا يتناسب معنا نحن محبي هذه القناة الإخبارية في سلطنة عمان - هذه القناة التي أحدثت إنقلابات ناجحة في الإعلام العربي ... و لكني حرصت ليلة أمس على متابعة حلقة برنامج الإتجاه المعاكس الحواري الذي عادة ما ينتهي بصراخ و معمة بين المتحاورين و مقدم الربنامج الخبيث المستفز د. فيصل القاسم.

الحلقة كانت حول تخصيص المؤسسات و الهيئات و الشركات الحكومية و بيعها إلى القطاع الخاص الوطني و الأجنبي في الوطن العربي ... و عملية التخصيص هذه أطلق عليها الخصخصة أو التخصيص في المشرق العربي و الخوصصة في المغرب العربي ,,, و سمها ما شئت حيث كانت وبالا علينا نحن المواطنين العرب البسطاء من المشرق إلى المغرب و نعيما على حواشي الحكام و صناع القرار و المتنفذين من سياسيين و رجال أعمال في الدول العربية و الشركات الإستثمار الأجنبية.


نعود إلى برنامج الإتجاه المعاكس ... فنحن تحدثنا كثيرا في منتدياتنا و صحفنا و إعلامنا الميت عن الخصصة أو الخوصصة و آليات التخصيص و يكفينا ما قلنا و ما كتبنا و إنتقدنا و عبرنا عن وجهات نظرنا حتى أن عراب التخصيص في بلادنا (رئيس اللجنة الوزارية العليا للتخصيص) و أزلامه و أعوانه أصبحوا يتحسسون من هذا الإنتقاد و إبداء الرأي بشفافية و صراحة كما يتجار بها أعوان السلطة و منفذي أوامره و توجيهاته و آلياته ... فقلنا نكف أنفسنا فالرجل أولا وزير حصل على ثقة و حظوة صاحب الجلالة السلطان المعظم و له منصبا عاليا في الحكومة و ثانيا هو بحسبة عم أو جد و صديق للآباء و الأعمام و الأخوال ... إلخ كما أن سنه يتوجب علينا إحترامه و تقديرة و إن إختلفنا معه في آليات و توجهات بيع مقدرات الوطن و خيراته إلى حفنة من تجار البلاد لا يتجاوز عددهم أصابع اليد.نعود إلى برنامج الإتجاه المعاكس ....


إستضاف د. فيصل القاسم إثنين من المتحاورين و المتخصصين في الإقتصاد ... الأول أكاديمي موريتاني من المغرب العربي دكتور محاضر في جامعة نواكشوط إسمه د. ولي الله ، و الثاني دكتور مصري متخصص في الإقتصاد و يبدو أنه أكاديمي يعمل في البنك الدولي إسمه د. عبده ... د. ولي الله يقول (و يبدو أنه ينطلق من واقع ملموس لنتائج التخصيص في الدول العربية و الأخطاء التي تبعت تطبيق آليات هذا التخصيص) أن ما يحدث من عمليات للتخصيص ما هو إلا نهبا و سرقة لمقدرات الأمة و الشعوب العربية و تنصب آليات الخصصة في مصلحة الحكام وحاشياتهم و أذنابهم و أعوانهم و تحويل المجتمعات إلى مجتمعات محتاجة و متكلة على الأجنبي و دعوة إلى المستعمر للعودة من جديد من أوسع الأبواب و دعوة للعهر و الإنحطاط و الفساد و المحسوبية ، بينما يقول د. عبده (و يبدو عليه أنه ينطلق من مبادئ و نظريات أكاديمية إقتصادية و إجتماعية و مالية و تنموية) أن الخصصة تساهم في دعم الإقتصاد الوطني و تطوير كفاءة الموارد البشرية و جلب العملة الصعبة التي تفتقر لها البلاد العربية و إدخال تقنيات إدارية و تكنلوجية جديدة و مواكبة للحداثة و العصر بما يتطلبه عصر العولمة و الإنفتاح الإقتصادي.


الحوار كان جميلا و حادا و ممتعا و مفيدا ... أستخلص منه الآتي:


1- هنالك تياران يتصارعان على طرفي نقيض مع أو ضد التخصيص.

2- ليس كل ما يطبق بنجاح في الدول الغربية و الولايات المتحدة الأمريكية مناسبا فكرة و آلية للتطبيق و التنفيذ في الدول العربية.
3- بيع أصول الدولة للقطاع الخاص يعني قطف الثمار لنخبة معينة من التجار بعد أن إستثمرت الدولة أموالا طائلة في بناء و تأسيس البنية التحتية.
4- منطق د. عبده الأكاديمي و تبريراته و توجهات البنك الدولي لا تعني أنها الحلول للمشاكل الإقتصادية للدول العربية.
5- كل من يبدي تحفظا أو تباينا في الرأي مع الجهات المسؤولة عن التخصيص في البلاد العربية يتم إبعادهم و تهميشهم و تجميدهم ... و هذا حدث في سلطنة عمان مع وزير الإتصالات السابق ومن عملوا معه و إلى جانبه في تخصيص الشركة العمانية للإتصالات (هو نفسه وزير الإسكان و الكهرباء و المياه) و هو الوزير الذي لم يعمر طويلا في الحقييبتين الوزرايتين اللتان أسندتا إليه كعادة الوزراء في سلطنة عمان (سنة و خمسة أشهر في الإتصالات و نحو سنتين و نصف في الإسكان و الكهرباء و المياه) بالرغم أنه أتى من الجهات الأمنية في البلاد.

كنت أردد في عملي السابق أمام المسؤولين و لازلت أردد هذه العبارة:

أن ما يناسب جورج و جون و مايكل و بيتر ليس بالضرورة أن يكون مناسبا لسعيد و خلفان و سالم و مرهون فإحتياجات هؤلاء تختلف عن أولئك !!!

و فعلا فقد كان جزء من الحوار أمس عن رغيف الخبز و الطحين و الدقيق ... و الرز ، و ليس التكنلوجيا و أجهزة الرفاهية و الرحلات السياحية و سيارات الشبح

المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة