المهندس النسر المرحوم مازن الطائي

المهندس   النسر المرحوم مازن الطائي
المهندس المرحوم مازن الطائي

سأعيش رغم الداء والأعداء كالنسر فوق القمة الشماء

أرنو ألى الشمس هازئا في السحب والأمطار والأنواء

لا ألمح الظل الكئيب ولا أرى ما في قرار الهوة السوداء

الأحد، 6 نوفمبر 2011

شقة 5

"شقة 5"  

مازن الطائي 3/8/2008 

"دوتشي" معجب برواية غازي القصيبي "شقة الحرية" ، فلماذا لا يعرف عن "شقة 5" العمانية ...

شقة 5 هي سكن للطلبة العمانيين "من سلطنة مسقط و عمان و إمارات ساحل عمان" و فرتها الحكومة المصرية لمكتب إمامة عمان في القاهرة لتكون سكنا للطلاب العمانيين الذين يأتون للدراسة في مصر و تصرف لهم رواتب شهرية تبلغ 7 جنيه مصري من قبل الحكومة المصرية. حالة الطلبة في تلك الشقة هي تكدس و إزدحام و تآخي و بؤس و ميول عدة و كل يآزر الآخر كعادة العمانيين حين يكونوا بعيدا عن وطنهم.


هذه الشقة كانت مقرا للطلبة العمانيين خلال فترة الخسينيات و الستينيات من القرن الماضي و يحدث فيها ما يحدث من هموم و مشاكل و تآزر بين فتية صغار نشأوا في مجتمع ساده الفقر و قلة الموارد و فرص التعليم.


كان المشرف على الطلبة في مكتب إمامة عمان في القاهرة في تلك الفترة الشيخ محمد بن حمد الحارثي يعاونه المترجم العماني محمد أمين عبدالله البستكي صاحب الميول و التطلعات الأقرب إلى اليسارية. و بالفعل كان محمد أمين أبا روحيا و صديقا للطلبة العمانيين.


من تلك الشقة إنبثقت فكرة تكون التنظيمات السياسية للشباب العماني و التي سمعنا و قرأنا عنها كجبهة تحرير عمان و الخليج العربي و حزب العمل العماني و جبهة تحرير ظفار لما وعاه أولئك الطلبة من حاجة الوطن العماني إلى التغيير و مستقبل أفضل.


إنحسر دور تلك الشقة بعد عام 1968 م حين فتحت حكومة أبوظبي مكتبا لها في القاهرة و منحت الطلبة العمانيين من جميع أنحاء عمان بما في ذلك "السلطنة و إمارات الساحل" بعثات تعليمية حسنت من وضعهم السكني و المالي.


خير من يكتب عن "شقة 5" من عايشوا فترتها أو سكنوا فيها أو تواجدوا في القاهرة و منهم الكثير من مسؤولي سلطنة عمان الحاليين ,,, و ما زال الكثير من هؤلاء "الطلبة" على قيد الحياة.


كانت هنالك تجمعات مماثلة للطلبة العمانيين في دمشق و بغداد حيث لفتهم تلك المدن العربية في وقت عز عليهم نهل العلم في وطنهم.


إرتحل بعض أولئك الطلبة بعد أن أنهوا دراستهم أو إقامتهم في القاهرة إلى دول عربية كسوريا و العراق و الجزائر أو إلى الإتحاد السوفيتي و كوبا.


حياة كلها شقاء و عناء للعمانيين في تلك الفترة ... طفل يغادر وطنه و بيته و والده و والدته و أخوته و أترابه سرا أو جهرا ليذهب ليقابل المجهول !!! ... نحن العمانيون نفتقر لمن يكتب عن معاناتنا في تلك الفترة ... فهل من يجرؤ على ذلك ؟ !!!


في زمن السادات أعتقلت السلطات المصرية القيادات الطلابية العمانية (من سلطنة عمان و دولة الإمارات العربية المتحدة) وممن كانوا أعضاء في "الإتحاد الوطني لطلبة عمان" و رحلتهم إلى عدن "الشيوعية" و كان ذلك عام 1972 م.


لا أستطيع الكتابة أكثر عن "الطلبة العمانيين في القاهرة" و "شقة 5" لأني لم أعايش تلك الفترة بل سمعت عنها وفق روايات أصدقاء و زملاء مروا بها.   

 المصدر  

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة