نشر في الحارة العمانية في أربعينة مازن الطائي رحمه الله وطيب ثراه
مضت أربعون يوما على وفاة نسر الحارة العمانية وشقيقي وروح روحي مازن الطائي
مضت هذه الأيام والله العالم كيف مضت .
مضت أربعون يوما وأكاد إلى الآن لا أصدق أنني أنا من ترعرعت في حضن مازن لن أراه أبدا
أنا من من كنت داخل عيني مازن ولم يبخل بحبه وحنانه الكبير علينا
توقف قلب مازن عن النبض في لحظة سريعة وكأنها لمحة بصر وكأنني عشت مع مازن دقائق فقط وليس سنوات
هل من المعقول قلبه توقف وفنى عن حياتنا كيف ذلك ؟ كيف استطيع تحمل ذلك ؟
ولكن هذا قضاء الله ولا راد لقضاءه
أتساءل عندما اتصفح الصحف والإنترنت وأرى كم يكتب الناس عنه وعن ذكراه الطيبة ذات الرائحة الشذية
المفعمه بروحه ونشاطه وفكره الواسع .
إن كان هؤلاء الناس من عرفوه فقط عن طريق الشبكة العنكبوتية صدموا بوفاته ، فكيف حالنا نحن ؟ وكيف
حال والدتي الغالية ؟
إشتقت له .. إشتقت لحضنه المليء بالدفي والحنان ... كان يسعى لإسعادنا
ويكره نظرة الحزن في أعيننا ودمعة تسقط منها ...
كان هو من يشجعنا على تخطي العقبات والرقي بالعلم والفكر لأنفسنا
مازن الإنسان لم يكن فقط ذو نظرة ثاقبة وواسعة وصاحب قلم وفكر ، بل كان أيضا قلبا ينبض بالحب
والخير ، مازن ذو الطابع الشخصية المرحة وبهي الإبتسامة ذو الصوت الهادي كان قليل الكلام يمشي على
مبدأ خير الكلام ما قل ودل وكان إن صمته صمت الحليم ، وهو كالنسر لا يهزم عند عقبة معينة .
كنت طفلة فقدت الأب ولكن بقلب ودفيء مازن لم تشعر باليتم . وها أنا اليوم أعاني من يتم الأب
وخسران الأخ والصديق والمعلم وزميل العمل الذي استفدت منه كثير ‘ بحكم عملي معه فكان معلمي
الأول في خبرتي العملية تعلمت منه معنى قيمة الوقت وأحببت علم الإدارة منه لما يتمتع هذا الإنسان
من خبرة إدارية بارعة وعقلية هندسية وفنية مميزة .
كان يشاركني همومي وأحزاني ولا يبخل علي بالنصيحة .
كنت أراه في عمله مشجعا ومحفزا لمن هم تحت إدارته ويصقل قدراتهم ويحثهم على الأفضل ، مازن
الإنسان كان حكيما وحليما وذو ذهنا صافيا وصبورا .
يتمتع مازن بثقافة واسعة بالرغم من كونه مهندسا ولكن كان بارعا في تحليلاته السياسية ويتضح ذلك في
براعته بمقالاته التي انتهج فيها المقال التحليلي السياسي وباحثا في التاريخ العماني
ولمازن ثلاثة أبناء وإبنة ، وإبنائه هم: ( عبدالله وعمر ومحمد )
يا أمي لا تحزني ولا تدمعي ... مازن كان لا يحب أن يراك حزينه كان يسعى دائما أن يراك راضية
ومبتسمة ، لا تبكي فدعاء الأم مستجاب .. لا تبكي لأنه كان إبنا رؤوفا وبارا
أحبابي أبناء روح الروح يحق لكم أن تفخروا بأبيكم
فنسر الحارة العمانية غني عن التعريف فهو من قال الحقائق
وهو من كان باحثا عن التاريخ وهو من عرفنا
بالتاريخ العماني الذي كنا نجهله
رحمك الله يا مازن وأسكنك فسيح جناته
رفيف عبدالله الطائي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق